قرارات هتلر الكارثية خلال حكمه لألمانيا.

قرارات هتلر الكارثية خلال حكمه لألمانيا:

  بدأ حكم هتلر كمستشار لألمانيا عام 1933م وفي عام 1934م أصبح رئيسا ومستشارا في نفس الوقت وبالتالي كانت له السلطة المطلقة في القرارات ،هذا نتج عنه نوع من القرارات التي كانت مصيرية لألمانيا وفيها مغامرات ذات عواقب لا حصر لها ،كان هتلر جريئا في قراراته الى حد كبير ولهذا نجده نجح في بعض قراراته وفشل في أخرى، أولى القرارات الفاشلة هي هجومه على بولندا اعتقد هتلر بأن الحلفاء الغربيين ضعفاء بما يكفي لكي يهاجم بولندا ولم يعتقد أن بريطانيا وفرنسا ستقرران إعلان الحرب على ألمانيا، تفاجئ هتلر كثيرا لكن أكمل هجومه على بولندا لكن الحلفاء في نفس الوقت تريثوا ولم يهاجموا ألمانيا على الفور وكانت هذه نقطة حاسمة لولاها لكانت المانيا في كارثة وبالتالي وجد هتلر فرصة لتعامل مع الغرب بكل أريحية .

  القرار الثاني الذي كان كارثيا هو توقف هجوم الطائرات الألمانية على المطارات البريطانية هذا أعطى البريطانيين متنفس كبير لكي يجهزوا قواتهم  الجوية مما ألحق  خسائر فادحة في صفوف القوات الجوية الألمانية ، القرار الثالث الأكثر فظاعة هو هجومه على الاتحاد السوفياتي أو بما عرف بعملية بارباروسا كانت مبررات هجوم هتلر على الاتحاد السوفياتي هي السيطرة على موارد الشرق لكنه نسيا بأنه يقاتل على جبهتين لو فاز على بريطانيا كانت الأمور تكون أسهل بكثير لكنه فضل هجوما سريعا على الاتحاد السوفياتي لكي تبقى بريطانيا وحيدة على الجبهة وستستسلم، لكن حسابات هتلر كانت غير مدروسة وخاطئة.

القرار الرابع هو عدم قبول هتلر بآراء جنرالاته الانسحاب التكتيكي من مدينة ستالينغراد كان هتلر يصر بأن يبقى الجنود في مواقعهم حتى الموت، لكن لو قبل بنصائح جنرالاته لما وقعت كارثة ستالينغراد. القرار الخامس هو معركة كورسك ضد الاتحاد السوفياتي كان هتلر يجهز للهجوم على مدينة كورسك لانتقام من القوات السوفياتية لكن السوفيات علموا بهذا الهجوم الوشيك وحضروا له جيدا علم جنرالات هتلر بتحضيرات السوفياتية واقترحوا على هتلر ايقاف الهجوم لكنه لم يستمع لهم وأمر بالهجوم فورا ،كانت لهذا الهجوم عواقب وخيمة اذ سحقت القوات الألمانية وكان الطريق الى ألمانيا شبه مفتوح.

  وأما القرار الخامس فكان في تونس  حيث تراجع رومل الى هناك رفقت قواته الافريقية تحصن رومل في تونس لكنه لم ينتصر وانهزم في معارك عدة، اقترح رومل الانسحاب لكن هتلر أبى أن ينسحب وهذا جعل قوات الفيلق الافريقي تقع تحت الاسر البريطاني الامريكي وبلغ عددها 350 ألف جندي كان هذا عددا هائلا .ونتيجة هذه القرارات انهزمت ألمانيا .

انزالات النورماندي عام 1944م

انزالات النورماندي عام 1944م:

  كان الاتحاد السوفياتي طيلة الحرب العالمية الثانية يطالب الحلفاء الغربيين بفتح جبهة ثانية في الغرب لكنهم لم يلبوا هذا الطلب مبكرا حتى أصبح التقدم السوفياتي واضحا في الجبهة الشرقية، ولهذا أصبحت كل من بريطانيا و الولايات المتحدة قلقتا من مصير أروبا من الاجتياح السوفياتي ،وفي 6 يونيو 1944م أنزل الحلفاء في ساحل النورماندي الفرنسي وقد كان أكبر أسطول في التاريخ لقى الحلفاء مقاومة شرسة في النورماندي لكنهم في النهاية نجحوا في زحزحة الألمان من مواقعهم.

   في هذا التوقيت بذات كان هتلر نائما ولم يستيقظ الا بعد سيطرة الحلفاء على منطقة واسعة من النورماندي، كان المارشال رومل هو قائد الدفاعات الألمانية في النورماندي  لكن نجاح حملة الحلفاء أقلقته بشدة وطالب هتلر بتفاوض مع الحلفاء من اجل الاستسلام  لكن هتلر كعادته غضب من هذا السيناريو ونحى رومل من قيادة الجنود الألمان في الغرب تقدم الحلفاء أكثر فأكثر حتى حرروا باريس وبعدها دخلوا ألمانيا .

عقاقير البيرفيتينpervitin والجنود النازيين .

عقاقير البيرفيتينpervitin  والجنود النازيين :

  ألمانيا خلال القرن الماضي (القرن 20 ) كانت مشهورة باكتشافاتها العلمية في مجال الطب، لكن النازيون حولوا هذا المجال لخدمة مصالحهم ولذلك فإن كل الاكتشافات العلمية اللاحقة في مجال الطب ركزت على ماهو عسكري ،ولهذا الغرض تم اختراع عقار البيرفيتين الذي يساهم في تدفق الأدرينالين الى الجسم وهذا يحفز الجنود على القتال بشراسة .

  كان هذا العقار يسبب الادمان وهذا جعل النازيين ينتجون أعدادا هائلة منه لكي يوزع بشكل عام على الجنود لكن الكمية الموزعة لم تكن كافية مما اضطر بعض الجنود الى طلب عقاقير البيرفيتين من عائلاتهم ، حاول علماء النازيون صنع عقار أخر يسمى D-ix  وهو عبارة عن كوكتيل بين الكوكايين و بيرفيتين و المورفين تمت تجربته على السجناء وقد حقق نتائج باهرة لكن هذا العقار تأخر في الانتاج وانتهت الحرب قبل أن يوزع على الجنود.

أبرز علماء ألمانيا النازية.

أبرز علماء ألمانيا النازية :

فيرنر فون براون:

ولد فون براون عام 1912 شرق ألمانيا ويعتبر من أبرز علماء ألمانيا النازية ،حيث ساهم بشكل كبير في تطوير السلاح v2 وهو أول صاروخ باليستي في التاريخ ،بعد الحرب نقل هو و طاقمه الى الولايات المتحدة حيث أبان عن براعة كبيرة وساهم في تطوير البرنامج الفضائي الأمريكي ليصل به المطاف الى صنع صاروخ هائل سيوصل الأمريكيين الى القمر، بعد ذلك بثمانية أعوام توفي فون براون نتيجة ورم البنكرياس.

ويلي ماسرشميث:

كان من أمهر مصممي الطائرات في ألمانيا خلال فترة الثلاثينات و الأربعينات حيث عمل على المقاتلة الشهيرة بي اف 109 ،كانت مقاتلة سريعة الى درجة كبيرة وحطمت أرقاما قياسية عدة وشكلت رعبا حقيقيا للبريطانيين والأمريكيين خلال الحرب العالمية الثانية ،كما أن شركة ماسرشميث أنتجت طائرة مي 262 النفاثة التي سبقت عصرها في التكنولوجية الطائرات نجى ماسرشميث من الحرب وعاش حياته العادية في ألمانيا الغربية .

فيرنر كارل هايزنبيرغ:

كان من علماء الذرة المميزين في ألمانيا حاز على جائزة نوبل عام 1932 ،عمل بلا كلل وملل في المشروع الذري النازي لكن ذلك المشروع لم يكتمل نظرا الى ظروف ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية، نجى كارل من الحرب وعاش حياته عادية في ألمانيا حتى توفي عام 1972م.

اليكساندر مارتن ليبش:

كان من المصممين الألمان المبدعين في عالم الطياران في وقت كان العالم بكامله متخلف الى درجة كبيرة في هذا المجال ،في أواخر سنة 1944م ظهرت في سماء ألمانيا طائرة اعتراضية كوميت 163 أرهقت الحلفاء كانت هذه الطائرة مميزة ذات محرك صاروخي سرعتها 700 ميل في الساعة  أسرع بكثير من أي طائرة للحلفاء كان المحرك الصاروخي جديدا على العالم آنذاك ،لهذا يعتبر ألكسندر ليبش من بين أهم العلماء الذين كانت لهم اسهامات كبيرة في اقحام المحركات الصاروخية في عالم الطياران، بعد الحرب سينقل الكسندر الى الولايات المتحدة وسيكمل عمله هناك حيث سيصمم طائرة سابر النفاثة كانت رؤية ليبش هي رؤية محركات صاروخية ضخمة تنقل الانسان الى الفضاء الخارجي تحققت رؤيته ثم توفي عن عمر يناهز 70 عاما.

الطيارين الألمان الأكثر تفوقا خلال الحرب العالمية الثانية .

الطيارين الألمان الأكثر تفوقا خلال الحرب العالمية الثانية :

فيرنر مولديرز:

هو أحد أشهر الطيارين الألمان خلال الحرب العالمية الثانية، شارك في الحرب الأهلية الاسبانية حيث حقق نجاحات باهرة ثم في الحرب العالمية الثانية، وكان له دور كبير في هزيمة فرنسا ومعركة بريطانيا الجوية لكن في النهاية توفي نتيجة تحطم طائرة ركاب كان هو أحد الركاب فيها.

أدولف غالاند:

هو من أشهر الطيارين الألمان على الاطلاق خلال الحرب العالمية الثانية، كانت له انتصارات عدة ضد الحلفاء الغربيين برصيد 104 انتصار، وهو رقم هائل وشارك هو أيضا في الحرب الأهلية الاسبانية الى جانب فرانكو، وقد كان غالاند طيارا موهوبا نجى من الحرب وذهب الى الأرجنتين ليخدم هناك كطيار وقد توفي عام 1996م.

هانز رودل:

كان من الطيارين المميزين خلال الحرب العالمية الثانية ،هو لم يكن طيارا مقاتلا بل كان طيارا أرضيا أي متخصص في تدمير الأهداف الأرضية ، كان هانز رودل يقود طائرات من نوع ستوكا وقد عرفت هذه الطائرات بانها فتاكة للأهداف الأرضية، نجح رودل في تدمير 519 دبابة معادية و 150 من المواقع الدفاعية وتدمير أكثر من 800 مركبة من جميع الأنواع كما أنه نجح في تدمير سفينة سوفياتية ،عاش رودل بعد الحرب ثم توفي عام 1982م .

ايريش هارتمان :

كان طيارا ألمانيا خلال الحرب العالمية الثانية عرف بانتصاراته الكثيرة البالغة 352 انتصارا أغلبها على القوات الجوية السوفياتية، كان من الأساطير السلاح الجوي الألماني برغم من كونه في سن العشرينات فقط ، بعد انتهاء الحرب سلم الى القوات السوفياتية وحكم عليه لمدة 25 سنة، لكن قضى هناك عشر سنوات في أواسط الخمسينات خرج من السجن وانتهى به المطاف في ألمانيا الغربية .ثم مات عام 1993م.

هيلموت لنت:

ولد لنت عام 1918 كان شغوفا بالطيران وهذا كان ضد رغبات والده الذي كان من رجال الكنيسة ،التحق لنت بالسلاح الجوي لألمانيا عام 1936م تخصص لنت في التحليق الجوي الليلي ،وقد أسقط خلال الحرب العالمية الثانية 110 طائرة وكان هذا انجازا هائلا لكن توفي عام 1944م بسبب سقوط طائرة ركاب كان على متنها .

يوهانس شتاينهوف:

كان أحد الطيارين الأبطال خلال الحرب العالمية الثانية نجح شتاينهوف في تحطيم 176 طائرة معادية، كان من القلائل الذين نجوا خلال فترة الحرب مابين 1939م و 1945م .حاز شتاينهوف على عدة أوسمة في ألمانيا الغربية و الولايات المتحدة و فرنسا.

الفكر النازي.

الفكر النازي:

   ان الفكر النازي نابع من أفكار هتلر نفسه عبر قراءته لعدة كتب ، واستنتج نظريات متعددة يجب على الشعب الألماني الالتزام بها ، كما أنه اعتبر بأن الألمان هم أفضل شعب في العالم من الناحية الفكرية و العرقية هذا الاستنتاج كان لرفع معنويات الألمان التي كانت مهزوزة في وقت ما بعد الحرب العظمى.

   كل هذا الفكر جمعه في كتابه الشهير كفاحي الذي بيعت منه حتى نهاية الحرب العالمية الثانية أكثر من عشرة ملايين نسخة ،كان الشعب الألماني وخصوصا الأزواج ملزمين على شرائه ، وبالتالي هذا جعل الشعب يتعرف أكثر على الفكر النازي ومبررات أفعاله خصوصا مع اليهود اذ اعتبرهم هتلر ليسوا من الألمان وانما قوم جاء لسيطرة على ألمانيا ، كما اعتبرهم هم السبب المباشر في هزيمة ألمانيا في الحرب العالمية الأولى .

   كان للفكر النازي الأثر الأكبر في ألمانيا بعد وصول هتلر الى السلطة اذ أصبح القانون الألماني منبثق من هذا الفكر ،مثلا كان هناك قانون يسمى بالقانون العرق الذي يحرم زواج ألمانية بغير الألمان وذلك للحفاظ على السلالة الألمانية المتفوقة . كان هملر رئيس الشرطة السرية في ألمانيا هو الراعي الرسمي لهذا الفكر وبالقوة وقد بحث لإيجاد ديانة جديدة  لألمانيا لأن المسيحية كانت قاسيتا على الألمان ،لأنهم اجبروا على اعتناقها تحت سلطة السيف ولذلك هملر بدأ في محاربة المسيحية في ألمانيا لكن هتلر لم يكن يحبذ هذه الفكرة كون أن هتلر كان يعمل على أهداف أخرى أهم من الاهتمام بالديانات .

وضعية التي كانت عليها المملكة المغربية خلال عقد الثلاثينات و الأربعينات من القرن العشرين.

وضعية التي كانت عليها المملكة المغربية خلال عقد الثلاثينات و الأربعينات من القرن العشرين:

ان الاحتلال الأوروبي للقارة الافريقية لم تسلم منه المغرب فهي بدورها احتلت من قبل فرنسا واسبانيا عام 1912م ،استمر الوضع على حاله حتى عام 1956م ، لكن نحن في هذا المقال سنركز على الفترة الممتدة ما بين 1933م و سنة 1944م والأحداث التي عرفها المغرب في هذه الفترة تزامنا مع حكم النازيين لألمانيا .

ان دخول عقد الثلاثينات على المغرب تزامن مع توقف المقاومة اجباريا نظرا الى التفوق الفرنسي الاسباني في ساحة المعركة، وهنا بدأت معركة سياسية نشأة من خلالها أحزاب، وذلك للإثارة الجماهير ومواجهة العدو الاستعماري تزامن هذا مع وصول النازيين الى السلطة في ألمانيا عام 1933م .

طالبت هذه الأحزاب المغربية من سلطات الاحتلال اصلاحات في كل المجالات وعدت فرنسا بذلك لكنها لم تفي بوعودها ،وفي نفس الوقت كان النازيين يبنون ما دمرته الحرب الكبرى ويحاولون استرجاع أراضي ألمانيا المنزوعة منها بموجب معاهدة فرساي، انتهى عقد الثلاثينيات بنجاح هتلر في الوصول الى أهدافه أما الأحزاب المغربية فهي فشلت بشكل ذريع .

بدأت الحرب العالمية الثانية واكتسحت ألمانيا فرنسا وأصبح المغرب تحت الوصاية الألمانية لكن الوسيط كان حكومة فيشي التي تشكلت بعد هزيمة فرنسا، في هذه المرحلة من التاريخ كانت الأحزاب تراقب تطورات الحرب لكن سقوط فرنسا شجع كثيرا المغرب على المطالبة باستقلاله وهذا ما تم في 11يناير 1944م حيت تقدم الملك المغربي الراحل محمد الخامس بما عرف بوثيقة الاستقلال لسلطات فيشي الفرنسية المتمركزة في المغرب لكن هذا لم يحصل الا بعد اثنى عشر عاما.